قبل قدومه للعالم، كان طفلك يعيش في بيئة خالية من الأكسجين ببطنك، وقد كان يحصل على الأكسجين وكل ما يحتاج إليه لنموه عبر الحبل السري الذي يحتوي على ثلاثة أوعية دموية متصلة بالمشيمة، يحيط بهذه الاوعية نسيج ضام واقي. بعد الولادة، يتم قطع الحبل السري الذي كان يربط الطفل بأمه والقطعة الصغيرة التي تظل معلقة تسقط في غضون أسبوع أو أسبوعين. ومع ذلك، يجب اتباع قواعد النظافة خلال هذه المرحلة للمساعدة على التسريع من عملية جفاف الحبل السري وتجنب كل التهاب. ومن بين الأخطاء الشائعة التي ترتكبها الأمهات هي وضع كمادة فوق الحبل السري للمولود الجديد أو حوله وإخفاءه بعدها تحت الحفاظة.
لا تشعر الأمهات بكثير من الراحة عند الاهتمام بالحبل السري لأطفالهن، إذ يقمن بتقميطه كما لو كان مصدرا للألم للطفل وذلك بالرغم من أن القطعة المتبقية بعد قطع الحبل عند الولادة ليست سوى نسيج ميت لا يحتوي على أعصاب وبالتالي، لا يتسبب في أي ألم للطفل المولود حديثا. يجب أن يبقى الحبل السري في الهواء الطلق دون ممارسة أي ضغط عليه من شأنه أن يوقف تدفق الدم. في حالة إخفاء الحبل السري تحت الحفاظة، فإن عملية جفافه ستتأخر بسبب الرطوبة، كما أن خطر الإصابة بالتهاب سيكون أكبر بكثير.
إن الحفاظات المصممة خصيصا للمولودين الجدد والتي تحتوي على فتحة للحبل السري، تساعد في تسريع عملية جفاف الحبل وتقلل من خطر الإصابة بالتهابات. أوصي الأمهات باستخدام حفاضات خاصة للأطفال حديثي الولادة والمزودة بفتحة للحبل السري من العلامة التجارية “مولفيكس″ والمتوفرة حاليا في تركيا. توصي منظمة الصحة العالمية بعدم استخدام القطن المبلل بالكحول لرعاية السرة وتركها تجف في الهواء الطلق وفي حالة انبعاث رائحة نتنة أو ظهور طفح جلدي في نسيج السرة، أو الحمى، عليك بالاتصال بطببيك. يجب عليك استبعاد الحمام إلى حين سقوط الحبل السري وعليك بتنظيف الطفل باستعمال قفازات ولا تصبي الماء سوى على ظهر المولود الجديد مع تجنب الحبل السري.
حولي لحظة تغييرك لحفاظة ابنك واعتنائك بحبله السري للحظة مميزة للتواصل مع طفلك. تجنبي القيام بالتجهم على الرائحة المنبعثة من الحفاظة المتسخة. إن وجهك عبارة عن مرآة لطفلك وهو على أتم الوعي بما يراه على هذا الوجه. ابتسمي في وجهه وحدثيه بصوت مليء بالحب. يجب أن تكون عيناك رقيقتين، حنونتين ومليئتين بالحب. يجب الإعداد لتعبيرات وسلوكات خاصة ” لحظات التغيير”.
هناك بعض التفاصيل المهمة التي يجب أن تنتبهي إليها عندما تنظفين مؤخرة طفلك. من المهم أن تطلعي على هذه التفاصيل وتُطلعي عليها أولئك الذين يساعدونك على رعاية الطفل وخاصة بالنسبة للرضيعات، اللاتي يجب أن تكوني حذرة جدا لدى تنظيفهن، فلا يجب بصفة خاصة الضغط على جهازهن التناسلي، بدءا من الأمام إلى الخلف، وكذا تجنب كل تحفيز. خلال الأيام الأولى الموالية للولادة وبما أن أعضاء الجهاز الهضمي للأطفال لم تتطور تماما، عند الرضاعة، يكون للأطفال براز مصحوب بغازات صاخبة وهي عملية التلطيخ.
إن البراز الخاص بالأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية لا تنبعث منه رائحة جد سيئة، فهي تماثل رائحة الحليب أو الزبادي الحامض. بالرغم من أنه لا يوجد الكثير من الضوضاء، إلا أن كمية البراز عادة ما تكون قليلة، رغم أن وتيرة حصولها تزيد. من المعروف أن الأطفال يستعملون في المتوسط خمسة آلاف حفاظة إلى حين جلوسهم على الأوعية المخصصة للفضلات.
بالنسبة للأطفال الذكور، يجب أن يبدأ التنظيف أولا انطلاقا من المنطقة الأكثر نظافة والتي هي الفخذ، أما العضو التناسلي للذكور يجب أن ينظف من الأعلى إلى الأسفل باستخدام قطعة قطن جديدة في كل مرة. وبعدها، يجب أن ينظف الجلد المطوي من الصفن ومنطقة الشرج بلطف.
باعتبار أن عملية تنظيف البنت الصغيرة تنطلق من المنطقة الأكثر نظافة وهي الفخذ وبينما يتم تنظيف الجهاز التناسلي من الأعلى إلى أسفل، فلا يجب ممارسة أي ضغط عليه. يمكن لتحفيز البظر لدى الفتاة أن يؤدي بها لاكتشاف الرغبة في الشعور باللذة في سن مبكرة وستتأرجح من اللحظة التي تبدأ فيه بالجلوس بغية تكرار تلك المتعة والشعور بالقلق وسيكون لها، بطبيعة الحال، مثل هذه التجارب خلال المرحلة الشرجية.
في الواقع، إنها المرحلة التي تصبح فيها واعية بهويتها الجنسية وتتعلم السيطرة على العضلات المحيطة بأعضائها التناسلية وتشعر بالمتعة في ذلك الموضع. إلا أن هذا الوعي المبكر مرتبط بالضغوط المفرطة الممارسة على الفرج أثناء تنظيف الحفاظة. وبعد مرور شهر إلى شهرين وعندما تتمكن الأم بسهولة من حمل طفلها، فإن تواتر اللطخات يقل، إلا أن كمية البراز تزداد.
إن أفضل شيء يمكن القيام به التنظيف باستعمال الكثير من الماء والصابون، دون استعمال الشامبو.عند تغيير حفاضات طفلك على طاولة القماط المرتفعة، لا تتركي أبدا الطفل لوحده ولو للحظة: إذ من الممكن أن يسقط! يتبول الأطفال من 4 إلى 6 مرات في اليوم. وهذا لا ينبغي أن يكون مؤلما. إذا لاحظت أي إزعاج، أخبري طبيبك. يعاني الكثير من الأطفال من الطفح الجلدي ولا يعاني منه الأطفال الذي يرضعون رضاعة طبيعية إلا قليلا. عادة ما يرجع سبب هذا الطفح الجلدي إلى الأرداف الرطبة أو المتسخة. يمس الطفح الجلدي بكثرة الأطفال البالغين ما بين 8 و10 شهرا. إذا لم تكن الأرداف نظيفة وجافة وكانت متسخة في أغلب الأحيان وإذ لم تغير الحفاظات ليلا وتناول الطفل أغذية حمضية وأخذ مضادات حيوية، فإن حجم الطفح الجلدي يزيد. ومع ذلك، فإن إيقاظ الطفل أثناء الأيام الأولى، يجعل من الصعب جعله ينام مجددا. بدلا من ذلك، قومي بوضع طبقة سميكة من كريم مضاد للطفح لمنع البراز من الاحتكاك بالبشرة مباشرة. لا يجب تغيير حفاضة الطفل ليلا إلا في حالة الإسهال.
الموضوع: ﺍﻟﺤﻔﺎﻇﺔ / ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺤﻔﺎﻇﺔ
info.hygiene@hayat.dz
+213 21 98 75 00