الرضاعة الطبيعية – سعيدةاليوم، سعيدة غدا

الرضاعة الطبيعية

إذا كان هدفك هو التغذية الجيدة لطفلك، يعتبر الحليب الذي تفرزينه ودون أدنى شك، أفضل المواد المغذية. غير أنه، إذا كنت ترغبين فقط في سد جوعه، ستلقين تشجيعا من العديد من الأقارب والأصدقاء الذين سيحاولون إقناعك بإعطائه حليب الأطفال. فلا تنسي أن بطون الأطفال حديثي الولادة تكون بحجم رخامة.

ما يجعل غريزة المص ظاهرة بشكل واضح عند الطفل هو كونها الهواية الوحيدة للطفل عندما يكون مستيقظا ولكن لا تعتقدي أن هذا ما سيكون عليه الحال دائما. فستتوسع معدة طفلك وسيتعلم المص بشكل صحيح، كما سيزيد مخزون الحليب لديك، وسرعان ما تصبح الأمور أكثر سلاسة. ولتكوني قادرة على وضع الأمور في نصابها الصحيح وفق نظام معين يتعين عليك اجتياز هذه العملية. يمكن وضع روتين تغذية يومي عن طريق تدوين الأوقات التي يرضع طفلك فيها الحليب بعد الشهر الأول.

عادة ما تكون كمية الحليب بعد المخاض قليلة. ومع ذلك، فإنه مفيد جدا لطفلك حتى لو اقتصر على قطرة واحدة كما أنه يتشكل خصيصا لهذا الغرض. عندما يبدأ حليب اللبى في الخروج، سوف يصبح ثدييك طَرِيّين، وممتلئين، ويمكن أن تشعري بالحمى. غير أنه، إذا اتخذت الخطوات الضرورية، سيبدأ إفراز الحليب الناضج قريبا. كما ستشعرين بارتياح ثدييك ويصبح تدفق الحليب ثابتا تماما.

قد يتسرب عند امتصاص طفلك  الحليب من  ثدي واحد بعض الحليب من  الثدي  الأخر أيضا. وقد يتسبب ذلك في تبلل ملابسك. في هذه المرحلة يمكنك استخدام حاويات خاصة لجمع الحليب، وبالتالي تبدئين بتخزين الحليب لديك. بعد أن يبْتَدَأ امداد الحليب الناضج، يتعين عليك إرضاع طفلك من ثدي واحد فقط في كل مرة. عادة ما يكون الحليب الناضج في البداية مُخَفّفا ومائها جدا، غير أن الحليب الذي يضخ لاحقا يكون كامل الدسم ومشبعا جدا. وعلاوة على ذلك، فهو  غني بالأجسام المضادة، والإنزيمات، والمعادن، ويساعد على تطوير المناعة  والنمو.

سيشعر طفلك بالشبع إذا واصلت إرضاع طفلك من كلا الثديين، ولكن سرعان ما سيحس بالجوع مرة أخرى، وسيتخلف في اكتساب الوزن وقد تصبحين بحاجة إلى تكملة الحليب الطبيعي بحليب الاطفال. وذلك سيولد لديك شعورا بالأسف خاصة بعدما تكشف زيارتك للطبيب أن طفلك لم يصل الى الوزن المرغوب فيه، خاصة وأنه لا يوجد مبرر لذلك بما أن لديك كمية كافية من الحليب.

كما سيأتي بك بأن حليبك غير مغذ بما فيه الكفاية، عند اكتشافك أن طفلك لم يكتسب ما يكفي من الوزن على الرغم من عمليات الإرضاع المتكررة. ويكون حليب الثدي دائما مغذيا وذو فوائد جمة بالنسبة للطفل غير أن السبب في كون طفلك لم يكسب وزنا يكمن في طريقة إرضاعك. لتصبحي قادرة على الوصول إلى الجزء المغذي والدسم من احتياطيات الحليب لديك، يتعين عليك إرضاع طفلك من ثدي واحد فقط في كل مرة.

يبدء الحليب الأولي في تدفق الحليب كالحساء، ويكون مشبعا ولكنه غير غني بالمواد المغذية. عندما يفرغ الطفل ثديا واحدا من الحليب في كل مرة، سيحصل على التغذية المطلوبة، وسيشعر بالشبع غير أنه يجوع مرة أخرى بعد ساعتين. إذا كان الثدي التي لم ترضعي منه مؤلما، يمكنك ضخ بعض الحليب إلى أن تشعري بمزيد من الراحة وبعدها قومي بتغذية طفلك من ذلك الثدي في المرة القادمة.

يمكنك تخزين الحليب الذي قمت بضخه لمدة 72 ساعة في الثلاجة، وشهر واحد في المُجَمّد و3 أشهر في ثلاجة التجميد العميق. عند اخراجك الحليب البارد أو المتجمد من البراد لإعطائه طفلك، قومي أولا بوضعه في وعاء مليء بالماء الدافئ عند 33 درجة مئوية، وضعي الوعاء في وعاء آخر مليء بالماء الساخن وأعطيه لطفلك عندما يصبح الحليب بدرجة حرارة الغرفة. لا يجب إرضاع الطفل باستعمال زجاجة الحليب حتى يصبح ماهرا تماما في المص. وبعبارة أخرى، ليس قبل 6 أسابيع من الولادة.

وتعد الرضاعة الطبيعية من ثديك الخيار الأمثل لطفلك بطبيعة الحال. ولكن عندما لا تكونين قادرة على ذلك، يتعين عليك إعطاءه حليب الثدي الذي قمت بضخه  لهذا الغرض، بدلا من حليب الاطفال. وتعد الرضاعة الطبيعية  جيدة بالنسبة لك ولطفلك، فالإرضاع من الصدر يسهل تقلص الرحم وعودته إلى حجمه الطبيعي الذي كان عليه قبل الحمل، وعلى حرق الدهون الزائدة كما يساعدك على استرجاع شكل جسمك الذي كنت عليه ما قبل الحمل. إضافة إلى ذلك فهو لا يسبب تشوه الثديين، كما هو الحال بالنسبة للحمل.

من ناحية أخرى، يعمل الإرضاع الطبيعي من الثديين على مساعدة أنسجة الثدي على اكتساب شكلها السابق تدريجيا، ويحمي من أية أمراض خطيرة. تشعر الأمهات اللواتي يربين أطفالهن بشكل صحي وآمن بالاعتماد على هذا السائل المذهل الذي هو حليب الأم بالسعادة بما حققته ولا يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة. تمتد  مدة الرضاعة الطبيعية الموصى بها من 2-4 سنوات وفقا لمنظمة الصحة العالمية (أربع سنوات بالنسبة للبلدان التي تعاني من المجاعة. عندما تتحصل الأم على ما يكفي من الغذاء تصبح قادرة على إرضاع الطفل، وتوفير التغذية له)

يعد الحفاظ على نظام غذائي مشكل أساسا من حليب الثدي فقط لمدة 6 أشهر الأولى كافيا لتطوير الأيض وإعداد الجهاز المناعي لطفلك للمراحل اللاحقة من الحياة. يمكن تجريب بعد شهر الأغذية المكملة بعد الشهر السادس، ولكن ليس من داع للعجلة، فلا يزال حليب الثدي أفضل المغذيات المتاحة لطفلك. كما يساهم تجريب الأطعمة المختلفة في إدراج الأطعمة الصلبة في غذاء الطفل وتعلمه كيفية مسك الملعقة. بعد إعطائه بضع ملاعق من الأطعمة الأخرى، لا تبخلي على طفلك وتتوقفي عن الرضاعة الطبيعية فقط لمجرد إعطائه قطعتين إضافيتين من الخضار المطبوخة.

إذا كنت غير صبورة، ستلاحظين أن فضول الطفل لمعرفة الأطعمة الصلبة من شأنه أن يضاعف شعوره بالإثارة لاختبار أذواق جديدة. إن إرضاع طفلك من ثديك هو أثمن هدية يمكن أن تحصلي عليها في الحياة. بما أن مصدر الإكسير في الحياة المغذي، ويجعل الشخص سليما معافى على مر السنين، بدء من سن الطفولة المنتج من جسم الأم

الموضوع:

mom-finished-ar



تاريخ ميلاد الطفل