يجري في الواقع الاستعداد للرضاعة أثناء الحمل بشكل تلقائي. ويعمل كل من الجسم والدماغ أثناء عملية الحمل المذهلة على التكيف مع الظروف. كل ما عليك القيام به هو أن تتعرفي على هذه العملية، والقيام بكل ما هو ضروري لتدعيهما:
تبدأ قنوات الحليب في الثدي في التشكل في الفترة التي تسبق دورتك الشهرية الأولى. وهي تشبه مجموعة من الشجيرات والفروع الصغيرة. تبدأ خلف الحلمة مباشرة مجموعات منفصلة من الفروع في التشكل وفروع أصغر تنبثق من هذه المجموعات فيما بعد. تبدأ بعد الدورة الشهرية وفي خضم عملية النمو، هذه القنوات في التفرع أكثر وتخرج من هذه الفروع البراعم وتتوسع وتكبر هذه الأنسجة المفرزة للحليب قبل الدورة الشهرية مباشرة، مما يسبب حساسية في الثديين.
يتسارع نمو الفروع خلال 3 الأشهر الأولى من الحمل كما تظهر براعم جديدة. وتدرك المرأة أنها حامل أساسا من التغيرات التي تطرأ على أثدائها . ويختلف الشعور بهذه التغييرات عن حساسية الثديين التي تسبق الدورة الشهرية، كما أنها تدوم لفترة أطول. ومن المرجح أن يصبح صدرك أكثر حساسية بكثير في هذه الفترة وتظهر المزيد من الفروع والبراعم. يبدأ ثدياك في النمو أيضا ويصبحان أكثر بروزا في المراحل اللاحقة. من الممكن رؤية تشكيل العروق الزرقاء التي تمر من خلال الثديان من الخارج، كما يمكن أن تصبح الهالة المحيطة بالحلمات أكثر قتامة وأكبر حجما.
وقد تواجه الحوامل التي تملك حلمات ثدي مقلوبة ومسطحة صعوبات في المرحلة الأولى من الرضاعة الطبيعية. لتجنب الشعور بالألم والصدمة الناتجتين عن إرضاع الطفل بعد الولادة، يمكن للأم الحامل تدليك منطقة الحلمة لمدة 15 ثانية بعد أخذ حمام بواسطة منشفة خشنة الملمس في حركات دائرية، تتبعها بوضع كريم للتنعيم . يساعد التدليك على شد الحلمة والهالة المحيطة بها وإعداد الأثداء للارضاع خلال فترة الحمل.
يمكن أن يشكل تحريك ثدييك طريقة مهمة أخرى للاستعداد للإرضاع الطبيعي والتي بالإمكان تطبيقها خلال فترة الحمل. ولا سيما في بعض الدول الأوروبية حيث تقترح الممرضات هذه الطريقة على الأمهات الحوامل. كيف تحركين ثديك؟ افتحي يديك مثل طبق تحت كل ثدي وحركي صدرك بلطف إلى الأعلى والأسفل. وتشير بعض المصادر إلى أن تحريك الثديين بمعدل 2 مرتين في اليوم يقضي على السموم ، ويخفض حساسية الثديين خلال فترة الحمل كما هو موضح هنا.
شارف حملك على نهايته، و يبدأ اللبأ، وهو العنصر الغذاي الأول والأساسي للطفل، بالتسرب من الثديين على شكل بضع قطرات من سائل كثيف ومصفر ويعد تسرب اللبأ أمر ممكنا. ولمواجهة مثل هذه الظروف، يمكنك البدء باستخدام ضمادات الثدي. إذا كنت لا تعانين من المشاكل السابقة، ذلك لا يعني بالضرورة عدم وجود الحليب أو أنه لن يتم إنتاجه. وتبدأ كل الأمهات تقريبا إذا لم تعانين من أية مشاكل صحية بعد الولادة بإفراز الحليب في غضون أيام قليلة بعد الولادة بشكل تلقائي.
من أجل انطلاقة جيدة نحو الرضاعة الطبيعية
كل ما يحتاجه المولود الجديد هو ثلاثة أشياء فقط. دفئ ذراعي أمه، الشعور بالأمان بين ذراعيها و من المواد المغذية من حليبها. وتوفر الرضاعة الطبيعية جميع هذه الشروط الثلاثة. تؤدي معانقة طفلك بعد الولادة مباشرة لاستثارة انعكاس المص لديه على وجه الخصوص، ويساعد ابقاء طفلك في وضعية نصف جالس نصف نائم على مقربة من الثدي أثناء محاولته تثبيت الحلمة بشكل صحيح بمفرده عند المص. وتمنح الزيادة التدريجية في توريد الحليب الوقت لطفلك لتجربة كل شيء بدء من التنفس ووصولا لعملية الهضم. يبدأ الجسم بإفراز الحليب بغزارة ابتداء من اليوم العاشر فما فوق تقريبا، ويتم إفراز كمية كافية من الحليب بالموازاة مع نمو طفلك.
لا تنس أن ثدياك يستمران في إفراز الحليب وفقا لنظام العرض والطلب. وبعبارة أخرى، تعتمد كمية الحليب المفرزة على كمية الحليب التي يتم امتصاصها. وعليه، لا تتخلي عن إرضاع طفلك …قد يظهر طفلك بعض مهارات الامتصاص خلال الأيام القليلة الأولى بعد الولادة: يقوم بلعق الحلمة، يمكن أن يمتص لبعض الوقت ثم يرتاح أو يمتص قليلا ومن ثم ينام. من ناحية أخرى، يبدي بعض الأطفال الرضع ردود فعل مص قوية جدا وتحدوهم الرغبة في مواصلة المص. في مثل هذه الحالة، يجب أن تقتصر مدة الرضاعة الطبيعية من كل ثدي على 10 دقائق لتجنب إصابة الحلمة بجروح.
الموضوع: الرضاعة الطبيعية
info.hygiene@hayat.dz
+213 21 98 75 00