تدليك الأطفال

يغادر الأطفال بعد مجيئهم للكون، بيئة مائية مريحة ويجدون أنفسهم مثبتين في سرير صلب حيث لا يمكنهم تحريك أياديهم أو أذرعهم خلال الأشهر الثلاثة الأولى ومن هنا، كانت الحاجة إلى القيام بالتدليك لنموه الجسدي والمعنوي في آن واحد.

فوائد تدليك الأطفال:

• يحفز تطوير الجهاز العضلي الهيكلي والجهاز العصبي وكذا التنسيق العصبي العضلي.
• يقوي جهاز المناعة، ويطور مقاومة البرد وانفلونزا والالتهابات المماثلة التي عادة ما تمس الأطفال الرضع. ومع ذلك، لا يجب أن يتم التدليك في حالة وجود مرض معد لأنه من شأنه أن ينتشر بسرعة أكبر.
• يزيد من إفراز هرمون الأندورفين الذي هو بمثابة مسكن يعمل على التخفيف من الألم الذي قد يشعر به الطفل بسبب الغازات أو نمو الأسنان.
• ينظم وتيرة نوم الرضع وهو من الطقوس التي من شأنها أن تساعده على الاسترخاء وتجعل نومه أعمق وأطول.
• يسرع من امتصاص المواد الغذائية، وبالتالي يساعد على أن تكون للطفل شهية جيدة.

إن الحاسة الأكثر تطورا لدى الطفل الرضيع هي “حاسة اللمس” وهي من الحواس المهمة للغاية للطفل، إذ أنها تسمح له بالتعرف على بيئته منذ مرحلة طفولته المبكرة. ويقيم الطفل من خلال هذه الحاسة رابطة مع أقربائه، عبر لمسه وأخذه بين الذراعين. إن تدليك الأطفال طريقة تمكن الوالدين من إقامة رابطة اتصال مع أطفالهم. فالتدليك أسلوب جد فعال يسمح بضمان التكامل بين الطفل وأبويه. كما أنه يساهم أيضا في نموه جسديا ومعنويا، فضلا عن كونه تقنية للاسترخاء. بالإضافة إلى العديد من المزايا، مثل المساهمة في النمو الصحي للطفل والسرعة في انتقال الغازات والتحرر منها، فإنه يقوي الرابطة بين الطفل ووالديه، كما أنه يحول الوقت الذي يقضونه معا إلى لحظة من المتعة والهدوء.

نظرا لأن الاتصال بجلد الأم يحفز، من وجهة نظر نفسية، إفراز “البرولاكتين” (هرمون الحليب) ويعمل على تحقيق رابطة بين الأم والطفل خلال فترة الرضاعة بشكل متناسق وناجح، فإن حاسة اللمس تعطي الطفل الشعور بالأمان، إذ أنها تقلل من التوتر والقلق والخوف كما أنها تهدئه وتجعله يستريح. فضلا عن أنها تعزز ثقة الأم وهذا الإحساس بالسلام الذي تشعر به ينتقل أيضا للطفل.

الإعداد لجلسة التدليك:
يجب أن يتم التدليك في غرفة دافئة (27-28 درجة مئوية) وهادئة حتى لا يصاب الطفل بالبرد. شغلي الموسيقى الهادئة وأطفئي هاتفك المحمول. كما يجب أن تغسلي يديك بالماء الدافئ وأن تقصي أظافرك وتنزعي مجوهراتك. لا يجب بالخصوص تدليك طفلك إن كانت لديك جروح مفتوحة على اليدين. يجب عليك إيلاء تركيز مطلق واهتمام خاص للطفل خلال التدليك وعليك بالتحدث إليه وتقبيله واللعب معه بألعاب صغيرة وهي فرصة جيدة لإنشاء رابط مرئي مع الطفل وتوجيه كلمات عذبة له تشعره بأنه محبوب وملاطف.

إن عامل الوقت جد مهم في برمجة عملية تدليك الطفل. يجب أن يتم التدليك لمدة نصف ساعة أو ساعة بعد الرضاعة. كما يجب أن يكون الطفل هادئا جدا ومستعدا للتدليك. أما إذا كان متعبا أو مضطربا، وجب عليك تأجيل الجلسة في وقت لاحق. كما يمكن ممارسة التدليك على الرضع بين ساقيك أو حتى على الأرض، فوق بطانية. يتوجب عليك أن تستخدمي زيت حتى تتحرك يديك بسهولة فوق جسده. عليك أولا أن تبدئي بحركات خفيفة ثم قومي دوما بالضغط أكثر قليلا على مر الجلسات.

تدليك الوجه
قومي باستخدام الجزء المسطح من أصابعك، بتمليس جبهة الطفل من الوسط نحو الصدغ. قومي بعدها بتدليك الحاجبين، بالتوجه دائما نحو الصدغ. وباستعمال الإبهامين، قومي بالصعود من كل جانب من الأنف ثم انزلي بشكل مائل إلى الخدين. إن هذه الحركة تساعد على التخلص من كل ما يسد الأنف ويريح عضلات الخدين. بعد ذلك وباستخدام رأس الإبهامين، قومي بشد الشفة العليا ثم السفلى بلطف، كما لو كانت ابتسامة. في الأخير، قومي بإرخاء الفك المنهك من المص طوال الوقت، مع تشكيل دوائر صغيرة بأطراف أصابعك.

تدليك الصدر:
توضع اليدين على الصدر ويتم نقل كل يد نحو الكتف المقابل (حركة الفراشة).

تدليك الساقين والذراعين:
أمسكي المعصم بيد وباليد الأخرى، قومي بتدليك الذراع وصولا للكتف ثم المعصم، باستعمال راحة اليدين، المنطقة الداخلية لليدين الموجودة أمامك. قومي بتثبيت الكتف حتى لا يقوم الطفل. نفس الحركات يجب أن تطبق على الساقين.

تدليك الظهر:
يعتبر تدليك الظهر اللحظة الأكثر استرخاء في تدليك الطفل. ضعي الطفل على بطنه بين فخذيك أو حتى على الأرض، فوق بطانية، ثم ضعي يديك بالعرض وذلك في الجزء العلوي من الظهر. قومي بالذهاب والإياب عموديا على محور الظهر، اليد تلو الأخرى، نحو الأرداف ثم اصعدي نحو الكتفين. وبوضع يدك على أرداف الطفل، قومي بتحريك اليد الأخرى من الكتفين وصولا إلى الأرداف. أخيرا، شكلي دوائر صغيرة بأطراف أصابعك عبر كامل سطح الظهر. بعدها وباستعمال أصابع متباعدة قليلا، قومي “بتمشيط” الجزء الخلفي للكتفين وصولا إلى الأرداف.

الموضوع: ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻄﻔﻞ