تزداد وفرة الحليب في الثديين بعد أيام قليلة من الولادة، كما يتراكم في الحويصلات الهوائية في الثديين نظرا لعدم قدرة الطفل على امتصاص كل الحليب. قد يظهر ذلك على شكل بقع حمراء على الثدي، تشكل عقدة صلبة، والشعور بالألم والاصابة بالحمى. يتسبب تصلب الثدي في شد الحلمات، مما يمنع الطفل من ثتبيت الحلمة بإحكام أثناء الرضاعة. على الرغم من أن إمدادات الحليب تزداد غير أن الطفل لا يمكن أن يتغذى منه، وبالتالي يظل جائعا. يتوجب على الأم من أجل منع تراكم الحليب في الحويصلات الهوائية أن تتناول المضادات الحيوية، أخذ حمام دافئ أو وضع كمادة غير ساخنة على الثدي مباشرة بعد ملاحظة ظهور تلك العلامات.
بعد الاسترخاء لبعض الوقت، يجب أن يلي وضع الضمادة تدليك الثديين في حركات دائرية في اتجاه عقارب الساعة، ويجب دفع الحليب المتراكم الى الأسفل في بين راحتي اليدين في حركة الحلب. تبدأ في تلك الاثناء، كمية بسيطة من السوائل بالخروج من الحلمات. تعمل هذه العملية على تنعيم الحلمات وتسهيل الامتصاص على الطفل. يتم ضخ الحليب المتبقي للتخلص من تصلب وألم الثديين وعلاج الحمى. يجب أن يتبع ذلك وضع الكمادات الباردة بين فترات إرضاع الطفل، ووضعها على ملابس الأم لمنع تراكم الحليب والحد من التورم. يساعد الأم استخدامها لحمالة صدر مناسبة وداعمة مخصصة للإرضاع أيضا.
تركيبة وأهمية حليب الثدي
قد تكون كمية اللبى الذي يفرزه الثدي خلال الأيام الثلاثة الأولى بعد الولادة مباشرة قليلة ولكنها ضرورية لطفلك كونه يحتوي على أكثر من ثلاثين مادة. فاللبأ غني جدا بالزنك والصوديوم والبوتاسيوم والبروتينات، وعوامل النمو، والأجسام المضادة التي تحمي ضد الالتهابات (100 مرة أكثر من يحتويه الدم) كما أنه سهل الهضم. وعليه، فمن المهم جدا ضمان تزويد الطفل به. نظرا لأن تشكل الجهاز العصبي المركزي والرئتين والعينين لا يكتمل عند الأطفال الخدج ، يحمل ضخ اللبأ والحليب الانتقالي وحليب الثدي الناضج (إذا كان الجهاز الهضمي متطورا بشكل كافي) من الأم لاعطائه للطفل أهمية كبيرة. كما يسهل ذلك أيضا في تصريف البراز اللزج أخضر اللون الذي يتراكم في أحشاء الطفل عندما يكون في الرحم. تتغير تركيبة اللبى مع مرور كل يوم، و يتم التحول الى حليب بشري طبيعي بعد 7-15 يوما.
تكون كمية الدهون في حليب الأم متناسبة وتشكل 50٪ من محتوى السعرات الحرارية في الحليب. تعتبر السلسلة الطويلة من الأحماض الدهنية غير المشبعة المتعددة الموجودة في حليب الأم ضرورية لتطوير وظائف الدماغ والرؤية. تشكل الدهون بنية السطح الخارجي للخلايا، وتعمل كحاملات أو ناقلات للفيتامينات والهرمونات القابلة للذوبان في الدهون.
تتمثل الكربوهيدرات الرئيسية في اللاكتوز (سكر الحليب). يوفر اللاكتوز 40٪ من السعرات الحرارية الموجودة في الحليب بالإضافة إلى توفير الطاقة؛ كما أنه يخلق الوسط الحمضي الذي يمنع إنتاج البكتيريا الضارة في الأمعاء. كما أنه يسهل أيضا عملية إنتاج البكتيريا النافعة في الأمعاء. بالاضافة الى ذلك، يساعد اللاكتوز في تطوير النظام العصبي المركزي، ويسهل امتصاص الكالسيوم ويساهم في تقوية و تدعيم نمو العظام.
يحتوي الحليب الناضج علي كمية بروتينات أقل من تلك الموجودة في اللبى. ولكن نظرا لقيمته البيولوجية العالية جدا، فهو يلبي حليب الثدي متطلبات الطفل بشكل تام حتى الشهر 6. وتعد البروتينات التي يحتويها حليب الأم نقية وخالصة ومن النوع الذي لا يمكن أن يتواجد إلا في حليب الثدي، كما أنها تضمن النمو السليم للطفل. وتحمي خاصية قتل الجراثيم التي يتمتع بها حليب الثدي الطفل من الأمراض. ويعتبر امتصاص البروتينات الموجودة في حليب الأم في أمعاء الطفل سهلا نظرا لملائمة البروتين الموجود في حليب الأم للجهاز الهضمي للطفل. فهو لا يسبب الشعور بعدم الارتياح أو الغازات أو مشاكل في الجهاز الهضمي عند الطفل. من ناحية أخرى، بغض النظر عن مدى ملائمة البروتين الموجود في حليب الأطفال لعملية الهضم عند الطفل، يستمد هذا الاخير من حليب البقر، وعليه، من الصعب امتصاصه كما يسبب ألم الغازات وعسر الهضم في أمعاء الطفل. وعلاوة على ذلك، يمكن للتغيير في طعم حليب الأم على أساس الأطعمة التي تتناولها على تطوير قدرة الطفل على التعرف على الأذواق. يعد الأطفال الذين يعانون أهلهم من الحساسية أقل عرضة لخطر الحساسية وربما يكونون محصنين ضد الإصابة بمرض السكري. يعتبر الاطفال الذين يستفيدون من الرضاعة الطبيعية أقل عرضة لخطر السمنة وضغط الدم والكوليسترول لاحقا في الحياة. ومن المعروف أن حليب الثدي أيضا يقي من مرض السكري من النوع 2.
الموضوع: الرضاعة الطبيعية
info.hygiene@hayat.dz
+213 21 98 75 00